في صيف 2018، كانت المرة الأولى التي تحدثت فيها فتاة عشرينية، تحفظت على ذكر اسمها، مع الطبيب النفسي، الذي انتشرت حوله مؤخرا الكثير من الشهادات لفتيات تعرضن للتحرش الجنسي على يديه، بعدما خدعهن بفكرة العلاج الحقنة الشرجية.
ظروف نفسية سيئة، مرت بها الفتاة العشرينية دفعتها للتجاوب مع الطبيب النفسي الذي بدأ الحديث معها عبر حسابها على فيس بوك: "مش متذكرة أنا ضفته ليه عندي.. لكن فجأة لقيته بعتلي نكتة.. ساعتها خدتها حجة وبدأت اتكلم معاه عشان ظروفي اللي كنت بمر بيها، وكنت عارفة أنه دكتور نفسي"، وفقا لما ذكرته خلال حديثها لـ"هن".
واصلت الفتاة حديثها مع الطبيب، لكنها فوجئت بتغير في طريقة الحديث معها فبدأ يحمل معان جريئة: "بعد كده قالي ابعتيلي صورتك عشان لما تنزلي القاهرة أكون عارفك.. ولقيت واحدة من عيادته بتتصل بيا عشان أحجز معاه"، وفي الوقت الذي استعدت فيه الفتاة للسفر إلى القاهرة لحضور أولى جلساتها العلاجية، فوجئت بطلب الطبيب أن يكون اللقاء خارج العيادة: "قالي ده في مصلحتك".
وجاء اللقاء الأول داخل إحدى كنائس مصر الجديدة، لتفاجأ الفتاة باحتضان الطبيب لها وتقبيلها: "دايمًا كان مدخله واحد مع كل الضحايا، إنه زي بابا.. أول ما شافني باسني وحضني.. وكان كلامه كله غريب وجريء".
شعور بعدم الارتياح انتاب الفتاة العشرينية تجاه الطبيب، لكن ظروفها النفسية كانت الدافع للاستمرار، وأقنعها الطبيب بضرورة زيارة العيادة الخاصة به، وافقته وذهبت معه إلى إحدى الشقق: "كنت فاكرة انه هياخدني العيادة زي ما قالي.. لكنها طلعت شقة.. وهناك فضل يبوسني ويحضني كتير ويقولي متخافيش أنا زي بابا.. وكان بيأكلني حاجات غريبة".
أوهمت الفتاة نفسها بأن ما يحدث أمر طبيعي، حتى أقنعها الطبيب بضرورة استخدام الحقنة الشرجية في العلاج، وأنه الطبيب المدرك لحالتها: "تصرفاته بقت أكتر غرابة.. وفي مرة دخلني أوضة الكشف وشال عني هدومي وأقنعني اني لازم أخد الحقنة الشرجية، ووافقت، وأنا كنت بتألم وبعيط وهو كان مستمتع.. أكتر وقت بشع عدى عليا.. كان بيقولي عشان بحبك لازم أوجعك".
زاد الخوف في نفس الفتاة العشرينية خاصة بعدما لامس الطبيب جسدها: "وفي مرة كشف عليا بإيده.. خفت أوي وساعتها قررت أقطع علاقتي بيه فورًا وماروحش تاني".
ومع انتشار روايات باقي الضحايا عن الطبيب، تذكرت الفتاة مشاعر الخوف والرعب التي عاشتها، لكنها لم تتمكن من تحرير بلاغ ضده، بحسب حديثها: "أنا أهلي من الصعيد.. ومش قادرة أواجهم باللي حصل.. بس أنا لسة حاسة بكل الوجع".
رواد تويتر يفضحون الطبيب المتحرش
وكانت وقائع الطبيب النفسي كشف عنها رواد تويتر، في نهاية الشهر الماضي، إذ جرى تداول عدد من روايات الضحايا عن تعرضهن للتحرش الجنسي، واستخدم الطبيب الذي رمز له بـ"م. ف"، الحقن الشرجية للإيقاع بضحاياه.
وجاءت أغلب الروايات حول: "م.ف. شخص خمسيني بيدعي أنه دكتور نفسي.. في حين أنه ممارس عام.. وله كتاب دين بيتوزع في الكنائس والناس فاكراه انه خادم في الكنيسة عشان طول الوقت بيحضر اجتماعات.. الضحايا أغلبهم من 16 إلى 17 سنة".
وبحسب الروايات المتداولة: "ما بيتمش التحرش بيهم غير بعد ما يغسل دماغهم ويخليهم يكرهوا أهلهم ويقطعوا علاقاتهم بصحابهم ومايبقوش يتعاملوا مع حد غيره".
وعن حكايات الضحايا فكانت "في جلسات العلاج النفسي، كان لازم يتأكد ان البنات ماعندهمش سرطان الثدي، ويعملهم هو الفحص عشان دكتور، وطبعًا بيتحرش في سياق الفحص".
وتضمنت تدوينات رواد تويتر ألاعيب الطبيب للإيقاع بضحاياه، على حد زعمهم: "عنده دراسات حديثة محدش يعرفها قبل كده بتقول ان أي ملابس داخلية للبنات أو الولاد بتسبب سرطان، عشان كده في الرحلات اللي بيطلعها ممنوع أي حد يلبس ملابس داخلية والسبب معروف".
أما عن طريقة التحرش التي اتبعها الدكتور، بحسب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فهي استخدامه للحقن الشرجية بعدما يقنع ضحاياه بأنها طريقة العلاج النفسي المناسب لهن: "ولما بيروحوا الجلسة.. بيطلع العلاج حقن شرجية.. وفيه اللي بيدرك أن في حاجة غلط ويبعد عن المرحلة دي وفيه اللي مبيدركش غير متأخر بعد مراحل متقدمة من التحرش".
وفي شهادات سابقة، وصفت الفتيات الطبيب النفسي بـ"الشخص السادي": "كان بيقول للبنات تصوت بسبب الحقن الشرجية أو التحرش.. صوتي عشان أنا مبسوط بكده".