كتير من الآباء بيسيبوا ولادهم وهم صغيرين سواء بسفرهم برة البلد أو انفصالهم عن الأم أو حتى بوفاتهم . ممكن يكون فى عذر ليهم فى كل الأحوال لكن ياترى لو حصل واتجوزت الأم شخص تانى ممكن يقوم بدور الأب الأصلى ولا برضه غياب الأب الحقيقى له أثر ؟
وجهت السؤال للدكتور هاشم بحرى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر فكان رأيه :
"يقوم الأب بالتكامل مع دور الأم بواجب تربوي هام داخل الأسرة فالأب كذكر يتسم بالجرأة وحب الاستطلاع والرغبة في اكتشاف المجهول والإجابة عن الأسئلة التي تطرحها خبرة الأيام وبالتالي يقوم بدور القدوة للطفل منذ عمر سنتين وأكثر حيث يرى الطفل والده لا يخشى التجربة بل يشجعه عليها فيحصل الطفل على جرعة من حب المغامرة والتعلم من النجاح والفشل وتدعيم ثقته بنفسه . واللـه سبحانه وتعالى قرب ما بين الطفل وأبيه في هذا العمر المبكر حتى يتعلم الطفل من خلال الالتصاق بوالده وصفاته . وفي حالة غياب الأب لظروف السفر أو الانفصال أو الوفاة يتعلق الطفل بالأب البديل خصوصاً في سنوات العمر الأولى حتى العام الرابع والخامس حيث يتعلم منه كما كان يتعلم من والده و مع كبر سن الطفل يبدأ في اعتماده على نفسه ورغبته في التحرر وفي حالة غياب الأب بعد هذه المرحلة لا يتقبل الطفل بسهولة دور الأب البديل وفي مرحلة المراهقة يرفض الطفل تماماً هذا الدور بل يبدأ في إقامة المعارك معه حتى يضمن الانطلاق وغياب سلطة المتابعة والمراقبة خاصة أن هذا الأب لم يعاشره منذ طفولته ولا توجد بينهما ذكريات مشتركة تدعم دور الأب البديل الرقابي . والعلاقة بين الأم وابنتها علاقة قوية ومتينة ومستمرة منذ نعومة الأظافر حتى تصل الفتاة لمرحلة تشعر الطفلة أنها لا تقبل تنفيذ الأوامر إلا بعد اقتناع وأحياناً جدل عقيم وهذه المرحلة نطلق عليها ( لا – الأولى ) وتبدأ من عمر ست سنوات وتتوقع الأم أن الابنة سوف تستمر في الانصياع للأوامر كما كانت تفعل طول عمرها ولكن المفاجأة أن البنت تغيرت وتغضب الأم لهذا التغير وتضغط على الابنة ومن ثم تنفر الطفلة من أمها وتنجذب للأب الذي يرحب أحياناً وبشدة بانحياز الطفلة له على الأقل حتى يشعر بأنه مؤثر أكثر من الأم في تربية الأبناء وبالتالي تنحاز الطفلة للأب أكثر من الأم ولكن هذه الظروف والوسائل التربوية الخاطئة هي التي تدفع الطفل للتوجه نحو أحد الوالدين أكثر من الآخر في مراحله الأولى ولكن هناك شق آخر وهو كما نطلق عليه " البنت دلوعة والدها " بمعنى أن الأب وأبنائه الذكور يتعاركوا دائماً على أتفه الأسباب بعكس البنات هادئات الطباع التي يشعر معها الأب بالهدوء والراحة ويتقرب لها ويرعاها بمزيد من الاهتمام .
إذن فالأب يقوم بدور تربوي هام جداً لكل أفراد الأسرة وغيابه يعرض الأسرة لفقدان الإحساس بالأمان والطمأنينة والأطفال الصغار يتولد لديهم عدم الشعور بالثقة بالنفس ونراهم غير قادرين على اتخاذ قرارات هامة في حياتهم أثناء الكبر ويترددون وبعضهم يتولد لديه " رهاب المجتمع " وهو الشعور بالخجل الشديد أمام الأغراب نتيجة عدم إحساسه بالأمان الداخلي ."
أفتكر أن كل أب بعد ما يقرا الكلام ده يفكر ألف مرة قبل ما يبعد عن ولاده سواء بانفصاله عن أمهم أو بسفره بره مصر أو غيابه طول اليوم في شغل وإن كان ح يجيب له فلوس أكتر لكن بالتأكيد ح يبعد أولاده عنه أكتر واكتر وح يدمرهم نفسياً وده إحنا مش بنتمناه فى ظروف الحياة اللى احنا بنعيشها وحال مجتمعنا اللى وصل لدرجة التطاول على الأب والأم لأ وقتلهم أحياناًوالعكس تعذيب الأولاد وقتلهم . ومافيش داعى نتكلم عن الحوادث اللى بنقرا عنها كل يوم لأننا حقيقى قلبنا تعب قوى قوى .