بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( المرأة المسلمة وتحديات العصر ))
الحمد لله رب العالمين والصلاة على النبي الأمين وبعد :
قال الله تعالى : [ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ]
( البقرة:30 ) [ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى ] ( الليل:1-3 ) .
خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام ليكون خليفته في الأرض يقوم بعمارتها وإقامة شرع الله فيها ولنقص الرجل وحاجته لمن يساعده ويشاركه حياة الكفاح والكدح خلق الله جل وعلا حواء لتكون الواحة التي يركن إليها آدم والسكن الذي يجد فيه الطمأنية ]وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ]
( الروم : 21 ) .
واقتضت حكمته تعالى أن يزيد نسليمها ليملاء المعمورة ، وتدبيرا منه لإحقاق المراد من خلقهما .
وتوالت العصور وتنزلت الرسالات السماوية على مدى الدهور إلى أن جاء وقت حالك على البشرية ظلت فيه ، وكثير من الظلم والتعسف ووصلت الأمور فيها إلى أن تهان الإنسانية في شخص المرأة تباع وتشتري وتعتبر من متاع الرجل وتقتل بلا سبب وزاد جبروت الرجل عليها حتى بعث الله تعالى الرحمة المهداة والهادي البشير وفي قمة العدل الإلهي ظهر حق المرأة في الحياة ووضعها في الإطار الصحيح الذي يجب أن تكون فيه ، فالله هو الذي يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ، وبين الإسلام جزاء من سعي لتريبة النساء من سن الطفولة حتى زواجهن تربية وفق مبادئ الدين ومرتبته مع الرسول ا( صلَّ الله عليهِ و سلَّم) في الجنة ، وبين حقوق الزواج والمعاشرة والطلاق والحضانة والراضعة.
وأهتم الإسلام بعقل المرأة بتعليمها أمور دينها وحقها في الحياة وأوجد لها شخصيتها المستقلة التي لم تعرف المرأة من قبل قط " شخصية مثلها " فلا عجب أن يهتم الإسلام بالمرأة كل هذا الاهتمام فهي بحق حصن الأسرة وأساس المجتمع وأم الأجيال .
شخصية المرأة المسلمة :
دخلت المرأة في الإسلام وتحملت من أجل دينها المشاق وقد كانت أول شهيدة في الإسلام سمية المرأة ( رضي الله عنها ) وبذلك ضربت للبشرية أجمع ، أروع مثالا للتضحية السامية . ومن إرادة الله أن يسلم عز الإسلام الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه) على يد امرأة هي أخته فاطمة( رضي الله عنها ) ولا يحتاج أن أذكر هنا ماذا كان دور الفاروق في الإسلام فقلمي المتواضع لا يقدر على ذلك .
ودور ذات النطاقين ( رضي الله عنها ) حين التجأ الرسول وصاحبه الصديق ( رضي الله عنه) إلى الغار ، وقولها لابنها عبد الله بن الزبير في قتاله مع الحجاج بن يوسف " وهل يضر الشاه سلخها بعد الذبح " ما هذا إنه كالخيال بل هو اليقين بالله وبدينه . والأمثلة في جهاد المرأة في سبيل الله كثيرة ، والإشارة تغني عن العبارة وحين التجأت النساء إلى المصطفى ا( صلَّ الله عليهِ و سلَّم) لطلب العلم خصص لهن يوماً لذلك وأصبحت المرأة في الإسلام متعلمة وعاملة تشارك في البناء بالقول والفعل في حدود شريعة الإسلام السمحاء . وفي مناط التكليف قال تعالى في سورة آل عمران ]فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ [ ( آل عمران : 195 ) .
وعلى مدى التاريخ الإسلامي أنجبت النساء المسلمات الخلفاء والقادة والأبطال والعلماء والأدباء وتربو في أحضان أمهاتهم على الخلق القويم بالشرف والرفعة والكرامة والعزة وتنشأ النساء على العفاف والتقى والصبر على ما في الحياة من متاعب ومحن وكيف تعين زوجها وتحفظه في عرضه وماله وولده فافتتح المسلمون مشارق الأرض مغربها سلاحهم كتاب الله تعالى وسنة نبيهم ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم) .
وماذا عن الصور التي رأيناها نحن عن المرأة المسلمة المتمسكة بدينها في وقتنا هذا ؟ مرت السنون والإسلام يمر بأزمات ونكبات وبالطبع تأثرت المرأة بكل ذلك وكانت إلى جانب الرجل خير معين . واستميح القراء عذراً بأن أقفز هذه القفزة إلى ما عاصرناه وشاهدناه قبل عشرات السنين فكانت مع الرجل يداً بيد تشاركه العمل في حقله ومعمله يلقي عليها مسئوليات جسام ويسافر طلباً للرزق والعيش وهي تنتظر عودته بلهفة وشوق ترعى بيتها وأسرتها والأهم من ذلك تربية النشأ الذي تقوم على أكتافه الأمة المسلمة أهذه مسئولية هينة أو سهلة أم عيب كما يراه أدعياء الحضارة الغربية وأذنابهم من المسلمين . لو كان أساس البناء هشاً رديئاً هل يقوم صرح وصل إلى بلاد الصين و المغرب و الأندلس ؟! إن دور المرأة المسلمة كبير فهي الأم والأخت والزوجة والابنة والحفيدة حينما أسر الروم امرأة مسلمة في عهد المعتصم إهتزت لصرختها الدولة الإسلامية من رأسها إلى أخمص قدميها وسار جيش كبير لقتال الروم والأخذ بثأر المرأة المسلمة وكان ذلك في عهد المعتصم أبعد هذا يتشدق المتشدقون ؟ .
إن المكانة التي وصلت إليها المرأة المسلمة في أول العهد لم تصلها ولن تصلها أي امرأة خارج نطاق الإسلام وتعاليمه السمحة .
لقد وصلت المرأة الآن إلى أغلب المجالات التي يشغلها الرجل بدواعي الحرية والمساواة وفقدت قيمتها ومكانتها كامرأة لها دورها في هذه الحياة والعمل الذي تقوم به الآن ليس من اختصاصها ولا في استطاعتها .
ماذا يريد الغرب من حصن الإسلام ؟
مما لاشك فيه أن كل المميزات التي حصلت عليها المرأة المسلمة جعلتها ذات دور رئيسي له أهميته في الإسلام وبالتالى فإن الإخلال بدورها هو هدم لبناء المجتمع الإسلامي .
قال الكاتب الفرنسي الشهير " إيتين لامي " : في مقال خطير نشر في مجلة
" العالمين الفرنسية " منذ أكثر من ثمانين عاماً تقريباً " إن مقاومة الإسلام بالقوة لا تزيده إلا انتشاراً فالواسطة الفعالة لهدمه وتقويض بنيانه هي تربية بنيه في المدارس المسيحية إلى أن قال " فإن تربية البنات في مدارس الراهبات أوعى لحصولنا على حقيقة القصد ووصلنا إلى نفس الغاية التي وراءها نسعى ، بل أقول إن تربية البنات بهذه الكيفية هي الطريقة الوحيدة للقضاء على الإسلام بيد أهله ... أتعرفون لماذا ؟ قال الفرنسي " إن التربية المسيحية أو تربية الراهبات لبنات المسلمين توجد للإسلام داخل حصنه المنيع عدوة لذا لا يمكن للرجل قهرها ، لأن المسلمة التي تربيها يد مسيحية تعرف كيف تتغلب على الرجل ، ومتى تغلبت المرأة هكذا سهل عليها أن تؤثر على إحساس زوجها وعقيدته وتبعده عن الإسلام وتربي أولادها على غير دين أبيهم وفي هذه الحالة نكون قد وصلنا إلى غايتنا من أن تكون المرأة المسلمة نفسها هي هادمة الإسلام " [1] .
ألا تجدون هذه الصورة قد تحققت بالفعل في كثير من المجتمعات الإسلامية .
لقد سعى الغرب إلى مهاجمة الإسلام في عقر داره وبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق هدفه الرئيسي تحطيم " حصن الإسلام " إن خططهم وأهدافهم ما كادت تتحقق لولا أذيالهم من المسلمين هؤلاء الأدعياء الذين أسهمت مشاركتهم التعجيل لجر المرأة المسلمة إلى الهوية لتدمر نفسها ومن ثم مجتمعها ومن ثم دينها . فكيف كانت البداية ؟ .
" وعلى هذا الأساس دأب الاستعمار البريطاني في مصر منذ احتل أرضها فعمل على تقويض دعائم الأسرة المسلمة وزلزلة قواعدها المتينة وما تتصل بها من احوال شخصية وهكذا كانت الدعوة إلى رفع الحجاب ، وتقييد الطلاق ، وتعدد الزوجات " .
كما قلنا سابقا لم يقتصر الأمر على أعداء الإسلام في المحاربة بل حصل من بين المسلمين من كان خير عون لهم ، من هؤلاء الكتاب الذين ساهموا في الهدم قاسم أمين بكتابه " تحرير المرأة " سنة 1899م ودعا فيه إلى :
1- القضاء على الحجاب الإسلامي .
2- الاختلاط بين المرأة المسلمة والأجانب عنها .
3- عدم الزواج بأكثر من واحدة .
4- تقييد الطلاق وأن يكون أمام القاضي .
وحينما صدر هذا الكتاب أحدث هزة عنيفة ودوى في الأوساط الإسلامية والوطنية وفرح به أعداء الله ورسوله .
وإذا تناولنا بموضوعية وما يسعى إليه الغرب من أهداف وناقشناها لعرفنا على الفور المرمى الأساسي والهدف لأعداء الدين .
لماذا يعترضون الحجاب ؟
1ـ لا شك أن الحجاب صون للمرأة من نظرات الفضوليين من رعاع الناس وحفظ لها من الإهانة حتى في شعورها العاطفي . فهي بالحجاب تكون ممتثلة لطاعة الخالق فيما أمر . أما حينما تخلع حجاب السنة وتعرض مفاتنها للناس فقد ساهمت في القضاء على الحياء الذي هو من شعب الإيمان فيضعف إيمانها تدريجياً حتى تساير الغربية في لباسها العاري وتصبح بذلك كالقردة لا هم لها سوى التقليد
2- أول من شجع المساواة هو الرجل لماذا ؟ المرأة في الغرب يلعب بها الرجل كيفما شاء فهو صاحب المصلحة الأولى في انحلالها ، يختر عليها الموضة ليعريها باسم التقدم والحضارة فيمتهن عفتها وكرامتها حين تلقي ما يسترها ويحفظ شرفها وهذا سبب إنحلالهم الأخلاقي .
3- نجحت دور الأزياء الغربية في إعراء المرأة المسلمة فقد أصبحت هذه الدول تخترع الأزياء والتصاميم لتعرية المرأة المسلمة أهم زبائنها وأغلاهم .
4- موضة جديدة وهي إهتمام بعض شباب المسلمين بأزياء المرأة الحديثة فأصبحوا من المصممين الذين تقام لهم المعارض داخل دول المسلمين بحجة أنهم مواطنين لها وتشجيع الغرب لهؤلاء الشباب الساذج لما لهم من تأثير مباشر فهم يبتدأون بالأزياء المحتشمة وشيئا فشيئا إلى قدوتهم بأساتذتهم ومعلماتهم من أعداء الإسلام والمسلمين .
أما دعوتهم بالاختلاط بين المرأة المسلمة والأجانب عنها فنحن كما تعلمون يحثنا الدين الحنيف على صون المرأة لنفسها بأن ترفع عن الرذائل ، فالغرب بدعوى الإختلاط يريد أن يخرج المرأة من النهج القويم الذي أراده لها الله فالإختلاط يقضي إلى أن تخرج المرأة من إطار شخصيتها المستقلة إلى امرأة بلا شخصية تماماً لماذا ؟ إذا كانت المرأة تقلد الرجل أو تحل محله في شؤونه التي ميزه الله بها فإنه لابد أن يختل نظام الأسرة المكونة أساسا من ركنين متميزين فكيف تريد أن يصبح مجموع واحد زائد واحد هو واحد .
فإذا اختل نظام الأسرة تفكك المجتمع وانهارت مقومات الأمة الإسلامية المتميزة ولنضرب هنا مثلاً بسيطاً قريباً لأذهان الجميع ومحسوس أيضاً فنحن ولله المثل الأعلى إذا اشترينا آلة ميكانيكية أو كهربائية درسنا بحرص ما يقوله الكتيب الذي يرافقها حتى نستعملها على الوجه الصحيح حتى تطول فترة استفادتنا منها لثقتنا بأن صانعها أخبر وأدرى منا بما صنع فكيف بالقائل جل شأنه ]أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ [ ( الملك : 14 ) .
دعوتهم الثالثة بعدم تعدد الزوجات فإن عدد المسلمين المتزوجين بأكثر من واحدة قليل ولا يهمنا قولهم فالأصل في السنة التعدد ولكن الله لم يترك ذلك لحرية الرجل بل قيده بشروط يحاسب عليها يوم القيامة .
أما حقيقة خوفهم من التعدد فهو إزدياد نسل المسلمين وبالتالي زيادة قوتهم وهو ما يخشاه ويحسب له الغرب فتراهم يغرقون أسواقنا بمختلف الأنواع وأحدثها من وسائل منع الحمل بينما إذا وضعت عندهم المرأة بأكثر من واحد احتفلوا به كما حدث مؤخراً في فرنسا حيث قام الرئيس " ميتران " بنفسه بتهنئة أم المواليد الستة في المستشفى وبمنحها الأوسمة أما على مستوى الشعب فشركة تهتم بالحليب وأخرى تهتم بالملابس وثالثة بحفائظ الأطفال حتى العيادات الطبية تعرض خدماتها المجانية لأم الأطفال وأسرتها ، ومؤخراً هناك حملة في فرنسا تطلب زيادة النسل وتشجع على الإنجاب ، الرجل هناك لديه زوجة واحدة وعشر خليلات والأمراض الجنسية الخطيرة الناتجة من العلاقات الغير مشروعة تفتك بهم . فأين دعاة تحديد النسل ومحاربة التعدد من أذناب المستعمرين وربائبهم من هذه الحقائق ؟ .
من مزايا كثرة النسل ليكثر الرجال الذين يموتون في الجهاد مثلاً ثم يوجد الكثير من الأسرة التي تفقد عائلها فزواج المسلم من أخرى مات عنها زوجها المسلم يكفل لها وأولادها سبل العيش الكريم وعدم الوقوع في أعمال تغضب الله قد يقول مدعى وما ذنب المرأة الأولى فنقول إن الإسلام يدعو أفراده إلى التكافل والتعاون في كل شيء فقد يحصل نفس الشيء للمرأة الأولى فهل من الأفضل أن تواصل كل منهما حياة شريفة كريمة أم حياة تملؤها المصاعب والمشاق والإمتهانات ويتشرد الأطفال .
ولنرى ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية حيث قامت دكتورة ألمانية بالدعوة إلى تعدد الزوجات إستناداً للدين الإسلامي بدلاً من إستيراد الرجال الأجانب والفضل ما شهدت به الأعداء .
وبما أن هؤلاء الحاقدين على الإسلام لم يكفهم ما سبق بل دعوا إلى تقييد الطلاق محادة لله ولرسوله ومخالفة لشرعه فالمولى عز وجل يقول في كتابه الكريم ]وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ [ ( النساء : 130 ) وقال الرسول الأمين ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم) " أبغض الحلال إلى الله الطلاق " ولا يخفاكم ما قد يكون في الطلاق من رحمة للمرأة نفسها التي غالباً ما يقع عليه الظلم . فإذا قلنا أن نسبة التعدد في الإسلام قليلة فالطلاق أيضاًَ لا تذكر نسبته بالنسبة للغرب فالطلاق العرفي لديهم منتشر بكثرة والأسرة التقليدية مهددة الآن . فالزواج الغير مشروع والأطفال الغير شرعيين في إزدياد ولو تقصينا الحقائق بالأرقام لأتضح الوضع وليس هذا فقط بل إن أسباب الطلاق لديهم مضحكة وتافهة مثلاً إشمئزاز أحد الزوجين من غطيط الآخر في النوم أو عدم إهتمام أحدهما بكلب الآخر أو حبه بل يحدث أن يطالب أحدهم تعويضاً من الآخر فوق ذلك كله فقد نشرت إحدى المجلات البريطانية قصة رجل في الثلاثينيات من عمره طلق زوجته ذات العشرين وترك أطفاله ليتزوج من حماته ذات الخمسة والأربعين عاماً ورضى الأطراف بهذه العلاقة الشاذة وغير ذلك كثير . وحينما نذكر هذه التحليلات البسيطة المتواضعة في الرد على شبهات الغرب عن الإسلام إنما هي رؤوس أقلام حيث أن كل موضوع يحتاج لكتاب وحده لإيراد الأدلة والمشاهدات والتجارب ولكني أكتفي هنا بما ألقيته من إضاءات سريعة من الكتاب والسنة والمنطق أملاً أن تزيح الغشاوة عن أعين المظللين من أبناء المسلمين .
ولعل البصير المراقب يرى من كان وراء الحركات النسائية في البلاد الإسلامية ومن كان يمولها ويشجعها ومناصرة إبتعاث النساء المسلمات بدون محرم إلى الدول الخارجية والتأثير على أفكارهن وأخلاقهن بالدرجة الأولى ، وتنظم المؤتمرات العالمية لإخراج المرأة المسلمة من طور العمل بالقول والفعل إلى طور التقليد الأعمى الذي يفسد المرأة المسلمة وبالتالي أمتها . فإلى هؤلاء المدبرين والحاقدين والكتاب والمفكرين من رجال ونساء نذروا أنفسهم لتحطيم حصن الإسلام إلى هؤلاء جميعاً أقول إن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولن يفت في عضد المرأة المسلمة كلامهم أو خطيبهم وكل من ساعدهم من أذيالهم فنحن نأمل بصحوة كاملة إلى دين الله ولقد بدأت تباشيرها فإنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ولا غالب إلا الله .
منقـــــــــــــــــــــــــــــول.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( المرأة المسلمة وتحديات العصر ))
الحمد لله رب العالمين والصلاة على النبي الأمين وبعد :
قال الله تعالى : [ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ]
( البقرة:30 ) [ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى ] ( الليل:1-3 ) .
خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام ليكون خليفته في الأرض يقوم بعمارتها وإقامة شرع الله فيها ولنقص الرجل وحاجته لمن يساعده ويشاركه حياة الكفاح والكدح خلق الله جل وعلا حواء لتكون الواحة التي يركن إليها آدم والسكن الذي يجد فيه الطمأنية ]وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ]
( الروم : 21 ) .
واقتضت حكمته تعالى أن يزيد نسليمها ليملاء المعمورة ، وتدبيرا منه لإحقاق المراد من خلقهما .
وتوالت العصور وتنزلت الرسالات السماوية على مدى الدهور إلى أن جاء وقت حالك على البشرية ظلت فيه ، وكثير من الظلم والتعسف ووصلت الأمور فيها إلى أن تهان الإنسانية في شخص المرأة تباع وتشتري وتعتبر من متاع الرجل وتقتل بلا سبب وزاد جبروت الرجل عليها حتى بعث الله تعالى الرحمة المهداة والهادي البشير وفي قمة العدل الإلهي ظهر حق المرأة في الحياة ووضعها في الإطار الصحيح الذي يجب أن تكون فيه ، فالله هو الذي يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ، وبين الإسلام جزاء من سعي لتريبة النساء من سن الطفولة حتى زواجهن تربية وفق مبادئ الدين ومرتبته مع الرسول ا( صلَّ الله عليهِ و سلَّم) في الجنة ، وبين حقوق الزواج والمعاشرة والطلاق والحضانة والراضعة.
وأهتم الإسلام بعقل المرأة بتعليمها أمور دينها وحقها في الحياة وأوجد لها شخصيتها المستقلة التي لم تعرف المرأة من قبل قط " شخصية مثلها " فلا عجب أن يهتم الإسلام بالمرأة كل هذا الاهتمام فهي بحق حصن الأسرة وأساس المجتمع وأم الأجيال .
شخصية المرأة المسلمة :
دخلت المرأة في الإسلام وتحملت من أجل دينها المشاق وقد كانت أول شهيدة في الإسلام سمية المرأة ( رضي الله عنها ) وبذلك ضربت للبشرية أجمع ، أروع مثالا للتضحية السامية . ومن إرادة الله أن يسلم عز الإسلام الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه) على يد امرأة هي أخته فاطمة( رضي الله عنها ) ولا يحتاج أن أذكر هنا ماذا كان دور الفاروق في الإسلام فقلمي المتواضع لا يقدر على ذلك .
ودور ذات النطاقين ( رضي الله عنها ) حين التجأ الرسول وصاحبه الصديق ( رضي الله عنه) إلى الغار ، وقولها لابنها عبد الله بن الزبير في قتاله مع الحجاج بن يوسف " وهل يضر الشاه سلخها بعد الذبح " ما هذا إنه كالخيال بل هو اليقين بالله وبدينه . والأمثلة في جهاد المرأة في سبيل الله كثيرة ، والإشارة تغني عن العبارة وحين التجأت النساء إلى المصطفى ا( صلَّ الله عليهِ و سلَّم) لطلب العلم خصص لهن يوماً لذلك وأصبحت المرأة في الإسلام متعلمة وعاملة تشارك في البناء بالقول والفعل في حدود شريعة الإسلام السمحاء . وفي مناط التكليف قال تعالى في سورة آل عمران ]فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ [ ( آل عمران : 195 ) .
وعلى مدى التاريخ الإسلامي أنجبت النساء المسلمات الخلفاء والقادة والأبطال والعلماء والأدباء وتربو في أحضان أمهاتهم على الخلق القويم بالشرف والرفعة والكرامة والعزة وتنشأ النساء على العفاف والتقى والصبر على ما في الحياة من متاعب ومحن وكيف تعين زوجها وتحفظه في عرضه وماله وولده فافتتح المسلمون مشارق الأرض مغربها سلاحهم كتاب الله تعالى وسنة نبيهم ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم) .
وماذا عن الصور التي رأيناها نحن عن المرأة المسلمة المتمسكة بدينها في وقتنا هذا ؟ مرت السنون والإسلام يمر بأزمات ونكبات وبالطبع تأثرت المرأة بكل ذلك وكانت إلى جانب الرجل خير معين . واستميح القراء عذراً بأن أقفز هذه القفزة إلى ما عاصرناه وشاهدناه قبل عشرات السنين فكانت مع الرجل يداً بيد تشاركه العمل في حقله ومعمله يلقي عليها مسئوليات جسام ويسافر طلباً للرزق والعيش وهي تنتظر عودته بلهفة وشوق ترعى بيتها وأسرتها والأهم من ذلك تربية النشأ الذي تقوم على أكتافه الأمة المسلمة أهذه مسئولية هينة أو سهلة أم عيب كما يراه أدعياء الحضارة الغربية وأذنابهم من المسلمين . لو كان أساس البناء هشاً رديئاً هل يقوم صرح وصل إلى بلاد الصين و المغرب و الأندلس ؟! إن دور المرأة المسلمة كبير فهي الأم والأخت والزوجة والابنة والحفيدة حينما أسر الروم امرأة مسلمة في عهد المعتصم إهتزت لصرختها الدولة الإسلامية من رأسها إلى أخمص قدميها وسار جيش كبير لقتال الروم والأخذ بثأر المرأة المسلمة وكان ذلك في عهد المعتصم أبعد هذا يتشدق المتشدقون ؟ .
إن المكانة التي وصلت إليها المرأة المسلمة في أول العهد لم تصلها ولن تصلها أي امرأة خارج نطاق الإسلام وتعاليمه السمحة .
لقد وصلت المرأة الآن إلى أغلب المجالات التي يشغلها الرجل بدواعي الحرية والمساواة وفقدت قيمتها ومكانتها كامرأة لها دورها في هذه الحياة والعمل الذي تقوم به الآن ليس من اختصاصها ولا في استطاعتها .
ماذا يريد الغرب من حصن الإسلام ؟
مما لاشك فيه أن كل المميزات التي حصلت عليها المرأة المسلمة جعلتها ذات دور رئيسي له أهميته في الإسلام وبالتالى فإن الإخلال بدورها هو هدم لبناء المجتمع الإسلامي .
قال الكاتب الفرنسي الشهير " إيتين لامي " : في مقال خطير نشر في مجلة
" العالمين الفرنسية " منذ أكثر من ثمانين عاماً تقريباً " إن مقاومة الإسلام بالقوة لا تزيده إلا انتشاراً فالواسطة الفعالة لهدمه وتقويض بنيانه هي تربية بنيه في المدارس المسيحية إلى أن قال " فإن تربية البنات في مدارس الراهبات أوعى لحصولنا على حقيقة القصد ووصلنا إلى نفس الغاية التي وراءها نسعى ، بل أقول إن تربية البنات بهذه الكيفية هي الطريقة الوحيدة للقضاء على الإسلام بيد أهله ... أتعرفون لماذا ؟ قال الفرنسي " إن التربية المسيحية أو تربية الراهبات لبنات المسلمين توجد للإسلام داخل حصنه المنيع عدوة لذا لا يمكن للرجل قهرها ، لأن المسلمة التي تربيها يد مسيحية تعرف كيف تتغلب على الرجل ، ومتى تغلبت المرأة هكذا سهل عليها أن تؤثر على إحساس زوجها وعقيدته وتبعده عن الإسلام وتربي أولادها على غير دين أبيهم وفي هذه الحالة نكون قد وصلنا إلى غايتنا من أن تكون المرأة المسلمة نفسها هي هادمة الإسلام " [1] .
ألا تجدون هذه الصورة قد تحققت بالفعل في كثير من المجتمعات الإسلامية .
لقد سعى الغرب إلى مهاجمة الإسلام في عقر داره وبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق هدفه الرئيسي تحطيم " حصن الإسلام " إن خططهم وأهدافهم ما كادت تتحقق لولا أذيالهم من المسلمين هؤلاء الأدعياء الذين أسهمت مشاركتهم التعجيل لجر المرأة المسلمة إلى الهوية لتدمر نفسها ومن ثم مجتمعها ومن ثم دينها . فكيف كانت البداية ؟ .
" وعلى هذا الأساس دأب الاستعمار البريطاني في مصر منذ احتل أرضها فعمل على تقويض دعائم الأسرة المسلمة وزلزلة قواعدها المتينة وما تتصل بها من احوال شخصية وهكذا كانت الدعوة إلى رفع الحجاب ، وتقييد الطلاق ، وتعدد الزوجات " .
كما قلنا سابقا لم يقتصر الأمر على أعداء الإسلام في المحاربة بل حصل من بين المسلمين من كان خير عون لهم ، من هؤلاء الكتاب الذين ساهموا في الهدم قاسم أمين بكتابه " تحرير المرأة " سنة 1899م ودعا فيه إلى :
1- القضاء على الحجاب الإسلامي .
2- الاختلاط بين المرأة المسلمة والأجانب عنها .
3- عدم الزواج بأكثر من واحدة .
4- تقييد الطلاق وأن يكون أمام القاضي .
وحينما صدر هذا الكتاب أحدث هزة عنيفة ودوى في الأوساط الإسلامية والوطنية وفرح به أعداء الله ورسوله .
وإذا تناولنا بموضوعية وما يسعى إليه الغرب من أهداف وناقشناها لعرفنا على الفور المرمى الأساسي والهدف لأعداء الدين .
لماذا يعترضون الحجاب ؟
1ـ لا شك أن الحجاب صون للمرأة من نظرات الفضوليين من رعاع الناس وحفظ لها من الإهانة حتى في شعورها العاطفي . فهي بالحجاب تكون ممتثلة لطاعة الخالق فيما أمر . أما حينما تخلع حجاب السنة وتعرض مفاتنها للناس فقد ساهمت في القضاء على الحياء الذي هو من شعب الإيمان فيضعف إيمانها تدريجياً حتى تساير الغربية في لباسها العاري وتصبح بذلك كالقردة لا هم لها سوى التقليد
2- أول من شجع المساواة هو الرجل لماذا ؟ المرأة في الغرب يلعب بها الرجل كيفما شاء فهو صاحب المصلحة الأولى في انحلالها ، يختر عليها الموضة ليعريها باسم التقدم والحضارة فيمتهن عفتها وكرامتها حين تلقي ما يسترها ويحفظ شرفها وهذا سبب إنحلالهم الأخلاقي .
3- نجحت دور الأزياء الغربية في إعراء المرأة المسلمة فقد أصبحت هذه الدول تخترع الأزياء والتصاميم لتعرية المرأة المسلمة أهم زبائنها وأغلاهم .
4- موضة جديدة وهي إهتمام بعض شباب المسلمين بأزياء المرأة الحديثة فأصبحوا من المصممين الذين تقام لهم المعارض داخل دول المسلمين بحجة أنهم مواطنين لها وتشجيع الغرب لهؤلاء الشباب الساذج لما لهم من تأثير مباشر فهم يبتدأون بالأزياء المحتشمة وشيئا فشيئا إلى قدوتهم بأساتذتهم ومعلماتهم من أعداء الإسلام والمسلمين .
أما دعوتهم بالاختلاط بين المرأة المسلمة والأجانب عنها فنحن كما تعلمون يحثنا الدين الحنيف على صون المرأة لنفسها بأن ترفع عن الرذائل ، فالغرب بدعوى الإختلاط يريد أن يخرج المرأة من النهج القويم الذي أراده لها الله فالإختلاط يقضي إلى أن تخرج المرأة من إطار شخصيتها المستقلة إلى امرأة بلا شخصية تماماً لماذا ؟ إذا كانت المرأة تقلد الرجل أو تحل محله في شؤونه التي ميزه الله بها فإنه لابد أن يختل نظام الأسرة المكونة أساسا من ركنين متميزين فكيف تريد أن يصبح مجموع واحد زائد واحد هو واحد .
فإذا اختل نظام الأسرة تفكك المجتمع وانهارت مقومات الأمة الإسلامية المتميزة ولنضرب هنا مثلاً بسيطاً قريباً لأذهان الجميع ومحسوس أيضاً فنحن ولله المثل الأعلى إذا اشترينا آلة ميكانيكية أو كهربائية درسنا بحرص ما يقوله الكتيب الذي يرافقها حتى نستعملها على الوجه الصحيح حتى تطول فترة استفادتنا منها لثقتنا بأن صانعها أخبر وأدرى منا بما صنع فكيف بالقائل جل شأنه ]أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ [ ( الملك : 14 ) .
دعوتهم الثالثة بعدم تعدد الزوجات فإن عدد المسلمين المتزوجين بأكثر من واحدة قليل ولا يهمنا قولهم فالأصل في السنة التعدد ولكن الله لم يترك ذلك لحرية الرجل بل قيده بشروط يحاسب عليها يوم القيامة .
أما حقيقة خوفهم من التعدد فهو إزدياد نسل المسلمين وبالتالي زيادة قوتهم وهو ما يخشاه ويحسب له الغرب فتراهم يغرقون أسواقنا بمختلف الأنواع وأحدثها من وسائل منع الحمل بينما إذا وضعت عندهم المرأة بأكثر من واحد احتفلوا به كما حدث مؤخراً في فرنسا حيث قام الرئيس " ميتران " بنفسه بتهنئة أم المواليد الستة في المستشفى وبمنحها الأوسمة أما على مستوى الشعب فشركة تهتم بالحليب وأخرى تهتم بالملابس وثالثة بحفائظ الأطفال حتى العيادات الطبية تعرض خدماتها المجانية لأم الأطفال وأسرتها ، ومؤخراً هناك حملة في فرنسا تطلب زيادة النسل وتشجع على الإنجاب ، الرجل هناك لديه زوجة واحدة وعشر خليلات والأمراض الجنسية الخطيرة الناتجة من العلاقات الغير مشروعة تفتك بهم . فأين دعاة تحديد النسل ومحاربة التعدد من أذناب المستعمرين وربائبهم من هذه الحقائق ؟ .
من مزايا كثرة النسل ليكثر الرجال الذين يموتون في الجهاد مثلاً ثم يوجد الكثير من الأسرة التي تفقد عائلها فزواج المسلم من أخرى مات عنها زوجها المسلم يكفل لها وأولادها سبل العيش الكريم وعدم الوقوع في أعمال تغضب الله قد يقول مدعى وما ذنب المرأة الأولى فنقول إن الإسلام يدعو أفراده إلى التكافل والتعاون في كل شيء فقد يحصل نفس الشيء للمرأة الأولى فهل من الأفضل أن تواصل كل منهما حياة شريفة كريمة أم حياة تملؤها المصاعب والمشاق والإمتهانات ويتشرد الأطفال .
ولنرى ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية حيث قامت دكتورة ألمانية بالدعوة إلى تعدد الزوجات إستناداً للدين الإسلامي بدلاً من إستيراد الرجال الأجانب والفضل ما شهدت به الأعداء .
وبما أن هؤلاء الحاقدين على الإسلام لم يكفهم ما سبق بل دعوا إلى تقييد الطلاق محادة لله ولرسوله ومخالفة لشرعه فالمولى عز وجل يقول في كتابه الكريم ]وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ [ ( النساء : 130 ) وقال الرسول الأمين ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم) " أبغض الحلال إلى الله الطلاق " ولا يخفاكم ما قد يكون في الطلاق من رحمة للمرأة نفسها التي غالباً ما يقع عليه الظلم . فإذا قلنا أن نسبة التعدد في الإسلام قليلة فالطلاق أيضاًَ لا تذكر نسبته بالنسبة للغرب فالطلاق العرفي لديهم منتشر بكثرة والأسرة التقليدية مهددة الآن . فالزواج الغير مشروع والأطفال الغير شرعيين في إزدياد ولو تقصينا الحقائق بالأرقام لأتضح الوضع وليس هذا فقط بل إن أسباب الطلاق لديهم مضحكة وتافهة مثلاً إشمئزاز أحد الزوجين من غطيط الآخر في النوم أو عدم إهتمام أحدهما بكلب الآخر أو حبه بل يحدث أن يطالب أحدهم تعويضاً من الآخر فوق ذلك كله فقد نشرت إحدى المجلات البريطانية قصة رجل في الثلاثينيات من عمره طلق زوجته ذات العشرين وترك أطفاله ليتزوج من حماته ذات الخمسة والأربعين عاماً ورضى الأطراف بهذه العلاقة الشاذة وغير ذلك كثير . وحينما نذكر هذه التحليلات البسيطة المتواضعة في الرد على شبهات الغرب عن الإسلام إنما هي رؤوس أقلام حيث أن كل موضوع يحتاج لكتاب وحده لإيراد الأدلة والمشاهدات والتجارب ولكني أكتفي هنا بما ألقيته من إضاءات سريعة من الكتاب والسنة والمنطق أملاً أن تزيح الغشاوة عن أعين المظللين من أبناء المسلمين .
ولعل البصير المراقب يرى من كان وراء الحركات النسائية في البلاد الإسلامية ومن كان يمولها ويشجعها ومناصرة إبتعاث النساء المسلمات بدون محرم إلى الدول الخارجية والتأثير على أفكارهن وأخلاقهن بالدرجة الأولى ، وتنظم المؤتمرات العالمية لإخراج المرأة المسلمة من طور العمل بالقول والفعل إلى طور التقليد الأعمى الذي يفسد المرأة المسلمة وبالتالي أمتها . فإلى هؤلاء المدبرين والحاقدين والكتاب والمفكرين من رجال ونساء نذروا أنفسهم لتحطيم حصن الإسلام إلى هؤلاء جميعاً أقول إن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولن يفت في عضد المرأة المسلمة كلامهم أو خطيبهم وكل من ساعدهم من أذيالهم فنحن نأمل بصحوة كاملة إلى دين الله ولقد بدأت تباشيرها فإنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ولا غالب إلا الله .
منقـــــــــــــــــــــــــــــول.