وردت ألفاظ الرشد في القرآن الكريم (19) مرّةً، موزَّعةً على سبع صِيَغٍ: ثَلَاثٌ منها مصدريّةٌ/ اسميّة (رَشاد، رَشَد، رُشْد). وثلاث وصفية (رَشيد، راشِد، مُرْشِد). وصيغة واحدة فعلية (يَرْشُدُونَ).
2 الرشد، في اللغة: الاهتداء، وإصابة وجه الحقّ. وهو مضادّ للضلال: "أرشدوا أخاكم فقد ضلّ"، ومضادّ للغَيِّ: " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ". ثم هو مستعمَل في كل ما يُحمَد، فيشمل: النفع، والخير، والصلاح، والصواب، والحق، والهدى ... وقد تردّدت دلالته في القرآن الكريم بهذه المعاني.
3 من أهمّ ما يتّصل بدلالة (الرشد)- في القرآن الكريم- أمران:
الأول: أنّه يجمع بين كونه غايةً وجوديّةً، ومَنْهَجًا قَوِيمًا إلى تلك الغاية. يدلُّك على الغاية قوله تعالى: " قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ ". ويدلُّك على المنهج قوله: " وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا". ومن ألطف الإشارات إلى هذا قول ابن عاشور، في التحرير والتنوير: " وَالرَّشَدُ: إِصَابَةُ الْمَقْصُودِ النَّافِعِ، وَهُوَ وَسِيلَةٌ لِلْخَيْرِ".
الثاني: أنه مَجْمَعٌ للمَحامِد، ومَنْجَمٌ للخيرات؛ ولهذا ساغ أن يكون مُنْتَهَى_الطَّلَب، في جميع المقامات والأحوال:
- ففي مقام التعلم نجد موسى يخاطب العبد الصالح: " هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا"؟
- وفي لحظات الفتنة والابتلاء واشتداد الكرب نلفي أ صحاب الكهف يتوجهون إلى خالقهم بالدعاء: "رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا".
4 ومع أن (الرُّشْدَ) و(الرَّشَدَ) مترادفان فإنّ (الرُّشْد) بالضم "غُلِّبَ فِي حُسْنِ تَدْبِيرِ الْمَالِ". ومنه: "فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ".
5 ومن المفارقات أن (الرُّشْد)، في ثقافتنا المحليّة (الموريتانيّة)، شُحِن بدلالات سلبيّة تشمل: البخل والحرص والتقتير. فأضحى مسبّة، يُقال: "فلان رشيد"، ويراد بذلك أنه حريص. و"فلان يُرَشِّدُ على أهله": يضيّق عليهم ويقتّر.
ومن ورود (الرشيد) بمعنى (البخيل)، في الشعر "الحساني"، قول محمد بن آدب- ضمن "طلعة" جميلة، يصف فيها مكانا أثيرا لديه:
وابْلدْ زاد ارْفــــود ازَوانْ *** مَطروحْ ومرفودْ بْلا كَيدْ
رَفَّادُ مِصْطادْ وفرحــــانْ *** والْكَسْحَه كاعْ اعليهْ ابْعِيدْ
ويجُوهْ امْلْيانْ ؤكُـــومانْ *** اعليهمْ، ما فيهمْ رَشِــــيدْ
2 الرشد، في اللغة: الاهتداء، وإصابة وجه الحقّ. وهو مضادّ للضلال: "أرشدوا أخاكم فقد ضلّ"، ومضادّ للغَيِّ: " لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ". ثم هو مستعمَل في كل ما يُحمَد، فيشمل: النفع، والخير، والصلاح، والصواب، والحق، والهدى ... وقد تردّدت دلالته في القرآن الكريم بهذه المعاني.
3 من أهمّ ما يتّصل بدلالة (الرشد)- في القرآن الكريم- أمران:
الأول: أنّه يجمع بين كونه غايةً وجوديّةً، ومَنْهَجًا قَوِيمًا إلى تلك الغاية. يدلُّك على الغاية قوله تعالى: " قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ ". ويدلُّك على المنهج قوله: " وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا". ومن ألطف الإشارات إلى هذا قول ابن عاشور، في التحرير والتنوير: " وَالرَّشَدُ: إِصَابَةُ الْمَقْصُودِ النَّافِعِ، وَهُوَ وَسِيلَةٌ لِلْخَيْرِ".
الثاني: أنه مَجْمَعٌ للمَحامِد، ومَنْجَمٌ للخيرات؛ ولهذا ساغ أن يكون مُنْتَهَى_الطَّلَب، في جميع المقامات والأحوال:
- ففي مقام التعلم نجد موسى يخاطب العبد الصالح: " هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا"؟
- وفي لحظات الفتنة والابتلاء واشتداد الكرب نلفي أ صحاب الكهف يتوجهون إلى خالقهم بالدعاء: "رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا".
4 ومع أن (الرُّشْدَ) و(الرَّشَدَ) مترادفان فإنّ (الرُّشْد) بالضم "غُلِّبَ فِي حُسْنِ تَدْبِيرِ الْمَالِ". ومنه: "فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ".
5 ومن المفارقات أن (الرُّشْد)، في ثقافتنا المحليّة (الموريتانيّة)، شُحِن بدلالات سلبيّة تشمل: البخل والحرص والتقتير. فأضحى مسبّة، يُقال: "فلان رشيد"، ويراد بذلك أنه حريص. و"فلان يُرَشِّدُ على أهله": يضيّق عليهم ويقتّر.
ومن ورود (الرشيد) بمعنى (البخيل)، في الشعر "الحساني"، قول محمد بن آدب- ضمن "طلعة" جميلة، يصف فيها مكانا أثيرا لديه:
وابْلدْ زاد ارْفــــود ازَوانْ *** مَطروحْ ومرفودْ بْلا كَيدْ
رَفَّادُ مِصْطادْ وفرحــــانْ *** والْكَسْحَه كاعْ اعليهْ ابْعِيدْ
ويجُوهْ امْلْيانْ ؤكُـــومانْ *** اعليهمْ، ما فيهمْ رَشِــــيدْ