البريطانية (إلين تومسون)
في عام 1995 فازت البريطانية (إلين تومسون) التي كانت يومها في التاسعة والثلاثين من العمر بجائزة اليانصيب الوطني (Lottery) وقيمتها 2.7 مليون جنيه إسترليني (حوالي ثلاثة ملايين ونصف دولار) وما إن أعلن الخبر حتى انهالت عليها عروض الشراء من مكاتب العقارات ومعارض المجوهرات والأزياء وشركات السيارات الفارهة ومنظمي الرحلات السياحية الباذخة كما يفعلون دائماً مع الفائزين بمبالغ كبيرة.
إلا أنها أدارت ظهرها لكل هؤلاء وصرحت بأنها ستواصل عملها بوظيفة عاملة مساعدة في السوبرماركت، وتستمر في مهمتها في ترتيب البضاعة على الرفوف، كما كانت تفعل قبل الفوز بالجائزة؛ لأنها تريد أن تكون قدوة لطفليها كارين وغاري.
مناعة ضعيفة وإصرار قوي على العمل
واليوم تحتفل إيلين بمرور خمسة وعشرين عاماً على فوزها بالجائزة والذي يصادف أيضاً ذكرى زواجها وقد بلغت الرابعة والستين من العمر وصارت تملك استثمارات مالية كبيرة وأموالاً ضخمة في البنوك، ولكنها ما تزال مواظبة على عملها في ترتيب الرفوف والذي يبدأ من الساعة الثانية صباحاً وينتهي في الساعة التاسعة صباحاً، وقد التزمت بوظيفتها حتى أنها عملت طوال فترة الإغلاق الذي سببه فيروس (كورونا)، على الرغم من إصابتها بالربو، وقد صرحت مؤخراً لصحيفة (ديلي ميل) البريطانية.
قالت: يتطلب عملي أن استيقظ يومياً في منتصف الليل وأغادر البيت في الساعة الواحدة والنصف صباحاً، وقد كانت فترة الإغلاق بسبب جائحة (كورونا) صعبة جداً بالنسبة لي، حيث كنت أقود سيارتي صباحاً وأنا أسأل نفسي ماذا سأفعل لو أصبت بالفايروس؟ لكني لم أفكر بالانقطاع عن العمل ولو للحظة واحدة، وقد كانت الشركة التي أعمل بها كريمة معي وسمحوا لي بالعودة إلى البيت قبل نصف ساعة من فتح الأسواق للزبائن؛ لأنني أعاني من مرض الربو ومناعتي ضعيفة وليس من المناسب التعامل مع العملاء وجهاً لوجه.
أريد أن أكون قدوة لأبنائي
وعن استمراها بالعمل رغم ما تملكه من ملايين تقول: من المهم بالنسبة لي أن تكون عندي وظيفة ثابتة، ولقد حصلت على أفضل وظيفة في العالم، فأنا أحب عملي ولديّ تراكمات من الإجازات تصل إلى 65 أسبوعاً، لم أقدم عليها حتى الآن، كما أني لا أفكر بالتقاعد في الوقت الحالي، وربما يستغرب كثيرون من عدم تركي العمل رغم ما أملكه من ثروة، ولكني اتخذت هذا القرار بعد فوزي بالجائزة مباشرة.
وكنت وقتها مشغولة بتربية طفلين صغيرين أحدهما يبلغ الخامسة من العمر والثاني العاشرة من العمر، وأريد أن أقدم لهما درساً عملياً من الحياة، وكيف أن الإنسان لا يستطيع أن يحصل على أي شيء إلا إذا كان يعمل بجد، ويبذل مجهوداً يوازي ما يحصل عليه، وهذا أمر جوهري وحيوي بالنسبة لي، حيث إني نشأت في عائلة علمتني أن أكون عاملة مجتهدة ومتوازنة بكل خطواتي، وهذا ما كنت أريد أن أعلمه لطفليّ.
أثرياء لم يتخلوا عن وظائفهم
وتضيف: يسألني الناس لماذا لا أتعامل مع منظفين لمساعدتي في البيت بدلاً من قضاء الوقت بالتنظيف، وأجيبهم بأني كنت أعتمد على نفسي قبل حصولي على الثروة وسأستمر بذلك، أما عن ثروتي فأنا أقدم الأموال لمساعدة الجمعيات الخيرية التي أؤمن بأهدافها، كما ساعدت ابني وابنتي على شراء منزلين خاصين بهما.
ويبدو أن إيلين ليست هي الوحيدة التي تتعامل مع ثروتها بهذه الطريقة، حيث أكدت شركة كاميلوت (Camelot) التي تدير اليانصيب البريطاني الوطني (لوتري) بأن أكثر من نصف الفائزين باليانصيب الوطني لا يتخلون عن عملهم الأصلي، فيما يقوم حوالي 25% منهم بأعمال تجارية خاصة بهم.
اللسان ليس عظاماً لكنه يكسر العـظام
الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف