كشفت دراسة طبية نيوزيلندية جديدة عن أن المرضى
الراشدين المصابين بحالات التهاب رئوي (نيومونيا) الذين أدخلوا إلى
المستشفيات، كان من لديه منهم نقص في فيتامين "د" أكثر تعرّضًا لمخاطر
الوفاة.
ومن المعلوم تقليديا أن فيتامين "د" يؤدي دورا هاما
في إطلاق وتنشيط الاستجابة المناعية الفطرية لمختلف أشكال العدوى أو
الالتهابات.
وأجرى الدراسة فريق من الأطباء الباحثين بجامعة
ويكاتو وأوتاغو ومستشفى ويكاتو، ونشرت حصيلتها مؤخرا في دورية علم وطب
الجهاز التنفسي “Respirology”
الصادرة عن دار وايلي-بلاكويل، وذلك بحسب بيان للناشر وايلي-بلاكويل
أتاحته خدمة يوريك أليرت المقدمة من الجمعية الأميركية لتقدم العلوم (AAAS).
وقد شملت الدراسة حوالي 112 حالة من الحالات الحرجة لعدوى الالتهاب الرئوي (pneumonia)
لدى الراشدين، التي أدخلت خلال موسم العدوى بفصل الشتاء إلى مستشفى
ويكاتو، وهو المستشفى الوحيد المخصص لرعاية الحالات الحرجة في هاملتن
بنيوزيلندا.
وقام الباحثون بأخذ عينات دم من جميع المرضى المشاركين في الدراسة، وقياس مستويات فيتامين "د" في تلك العينات.
وقد وجد الباحثون أن هناك ارتباطا بين نقص أو
انخفاض مستويات فيتامين "د" وبين ارتفاع معدل الوفيات بين هؤلاء المرضى في
غضون الأيام الثلاثين الأولى بعد دخولهم المستشفى للعلاج من عدوى
الالتهاب الرئوي.
ولم يكن لدى الباحثين تفسير لذلك الارتباط بين نقص
فيتامين "د" وارتفاع معدل الوفيات من حيث عوامل سن المريض والجنس وعوامل
الاعتلال المشتركة (co-morbidity)، وشدة الاستجابة الالتهابية النظامية، أو مآلات التشخيص الأخرى.
وخلص الباحثون إلى أن فهما أفضل لفيتامين "د" ودوره
في أداء جهاز المناعة قد يؤدي إلى سبل أفضل للوقاية من الالتهاب الرئوي
أو علاج العدوى به.
بيد أنهم يشددون على الحاجة القائمة الآن إلى مزيد
من البحث والتقصي حول كون فيتامين "د" يصلح إضافة مفيدة علاجيا لدى
التعامل مع حالات عدوى الالتهاب الرئوي، أو كون استخدام مكملات فيتامين
"د" يمكن أن يساعد في منع الإصابة بالمرض أو الحد من شدته في الشرائح
السكانية الأكثر تعرضًا لمخاطر الإصابة.
ويؤكد خبراء آخرون صحة هذا النهج البحثي في تناول هذا الارتباط وتفسيره وصولا للإجابة عن السؤالين السابقين.
ففي حديث للجزيرة نت، ذكرت الدكتورة عزة عبد الفتاح
علي، الأستاذة ورئيسة قسم الأدوية والسموم في كلية الصيدلة بجامعة الأزهر
بالقاهرة، أن الفيتامينات تؤدي أدوارًا هامة في كل من أداء وظائف الأعضاء
واستجابات جهاز المناعة في الإنسان بشكل عام.
لكنها في تفسير هذا الارتباط تستبعد أن يكون تأثير
فيتامين "د" على وظائف الأعضاء هو ما يفسر ارتباط نقصه لدى مرضى الالتهاب
الرئوي بارتفاع الوفيات بينهم، إلا في وجود عوامل أخرى ذات صلة بالوفيات.
لكنها ترجح بقوة أهمية أو دور فيتامين "د" هنا، من
حيث أنه يؤدي دورا ملموسا في تحسين استجابات جهاز المناعة لمختلف أشكال
العدوى، خاصة الشديدة منها كالالتهاب الرئوي.
:roll: