نوبات نقص تروية الدم العابرة transient ischemic attacks (TIAs)، التي
يطلق عليها احيانا السكتات الدماغية الصغرى mini strokes، اهملت لزمن طويل
اذ اعتبرت مشكلات عابرة لم تكن لتمثل سوى خطر ضئيل، خصوصا بعد حدوثها
وانتهائها. إلا ان احدى الدراسات تشير الى ان TIA غالبا ما تنذر بقدوم سكتة
دماغية كبرى، والى ان علاجها كحالة طارئة مستعجلة، يمكن ان يساعد في درء
وقوع السكتة الحقيقية.
ضرورة علاج نوبة نقص تروية الدم العابرة بنفس سرعة علاج آلام الصدر
وتظهر نوبة نقص تروية الدم العابرة عندما يتعرض جزء من الدماغ لنقص تام في
الاوكسجين. وتعتمد اعراضها على جزء الدماغ الذي تعرض لها. وهي تبدأ عندما
تحتل خثرة (جلطة) دموية او جزء من لويحات مليئة بالكوليسترول، موقعها في
شريان يغذي الدماغ. ويكون الانسداد هنا صغيرا بما فيه الكفاية، او ضعيفا
بما فيه الكفاية، كي تتمكن نظم الاصلاح في الجسم البشري من تنظيف الشريان
منه، في العادة في غضون ساعة، على الرغم من ان التنظيف قد يستغرق احيانا
يوما كاملا. اما الانسدادات الاكبر التي تدوم زمنا اطول فانها تؤدي الى
السكتة الدماغية، التي تتميز بمشكلات بعيدة التأثير.
مؤقتة وضارة
وتظهر تقنيات مسح الدماغ وتصويره ان بعض السكتات العابرة تتسبب في اضرار
بعيدة المدى في الدماغ. كما انها تستبق حدوث أضرار كارثية اخرى.
وقد حلل باحثون من جامعة اكسفورد نتائج 18 دراسة شملت حالات اصابة اكثر من
10 آلاف شخص بـ TIA. وظهر بشكل عام، ان واحدا من كل 20 شخصا تعرض لسكتة
دماغية كبرى خلال اسبوع من حدوث السكتة الصغرى، فيما تعرض واحد من كل 10
اشخاص الى سكتة كبرى في غضون 3 أشهر التي اعقبت حدوث السكتة الصغرى.
وعندما دقق الباحثون في الدراسات الشخصية المنفردة وجدوا نتائج مدهشة. فمن
بين الاشخاص الذين تمت معالجتهم من نوبات نقص تروية الدم العابرة بسرعة في
مراكز علاج السكتة الدماغية المتخصصة، لم تحدث السكتة الدماغية الكبرى سوى
لدى اقل من 1 في المائة منهم. وفي نفس الوقت فان الذين لم يتوجهوا لطلب
العلاج بسرعة، ثم وقعت لديهم سكتة دماغية كبرى في غضون اسبوع، وصلت نسبتهم
الى 11 في المائة. وقد نشر تقرير الباحثين في ديسمبر عام 2007 في مجلة
طلانسيت نيرولوجي».
ويسلط هذا العمل الاضواء على مخاطر عدم الاهتمام بنوبات TIA واعتبارها قضية
تافهة. وقد تؤدي معالجتها كحدث طارئ مثلها مثل آلام الصدر، الى تقليل
مضاعفات حدوث اضرار دائمة في القلب ودرء حدوث اعاقة بعيدة المدى تنجم عن
السكتة الدماغية.
وان كانت النوبة العابرة لاتزال مستمرة عندما تصل الى ردهة الطوارئ فقد
يعطى لك الاسبرين أو دواء «بلافيكس»، او أي دواء آخر لتمييع موقع الانسداد.
وان كانت الأعراض قد مرّت، فان اكثر انواع العلاج تنصب على الامور التي
يمكن ان تحدث لاحقا، أي لن تنصب حول ما حدث فعلا. وكلما بدأت مبكرا بهذا
العلاج كان ذلك افضل.
وتوصي رابطة السكتة الدماغية الوطنية باجراء تقييم للسكتة الدماغية من قبل
اختصاصي بها. وقد يأمر هذا الطبيب الاختصاصي بإجراء مسح للدماغ او الشرايين
السباتية، وهي الشرايين الرئيسية التي تنقل الدم الى الدماغ. والتعرف على
مسببات النوبات العابرة TIA مهم، وذلك بهدف التخطيط لإقامة دفاعات قوية ضد
نوبة اخرى، او ضد السكتة الدماغية.
ويصاب اكثر من ربع مليون اميركي سنويا بنوبات نقص تروية الدم العابرة. ولو كنت واحدا منهم، فلا تتردد لدقيقة واحدة في طلب المساعدة.
أعراض نوبات نقص تروية الدم العابرة
إن حدث وشعرت انت، او أي شخص بجانبك، فجأة، بواحد او اكثر من هذه الاعراض، اتصل بالإسعاف فورا، حتى ولو بدأت الاعراض بالزوال.
ـ التنمل والضعف في الوجه، الساعد، الرجل، وخصوصا في جهة واحدة من الجسم.
ـ عدم القدرة على تحريك الاصابع، اليد، الساعد، او الرجل.
ـ التباس الامور عليك.
ـ صعوبة في النطق او مشاكل اخرى في التحادث.
ـ صعوبة فهم ما يقال.
ـ صعوبة الرؤية بعين واحدة او بالعينين معا، او السماع باحدى الاذنين او بكليهما.
ـ الدوار، صعوبة المشي، او فقدان الاتزان او تنسيق الحركة.
ـ صداع سريع وحاد.
اللسان ليس عظاماً لكنه يكسر العـظام
الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف