أكدت دراسة حديثة تم نشرها في الجريدة الدولية لأمراض
السرطان أن الأطعمة المصنوعة من القمح وبخاصة الخبز والمعجنات يمكن أن تساعد
في الوقاية من العديد من أمراض السرطان خاصة سرطانات المعدة والقولون
والمستقيم والكبد والبنكرياس والصدر والبروستات بالإضافة لسرطانات المثانة
والكلى. ولم يستطيع الباحثون أن يحددوا السبب في كون القمح يساعد على تخفيض
احتمالات الإصابة بالسرطان.. ويعتقدون أن زيادة نسبة الألياف الطبيعية والتي
تساعد على مرور القمح سريعا في الدورة الغذائية قد تكون هي السبب في ذلك.
يوسف.. وزوجة العزيز
لم يرد لفظ القمح في القرآن الكريم صراحة ولكن ورد ذكر
كلمة سنبلة وسنابل في سورتين: الأولى في سورة البقرة قال تعالى: (مثل الذين
ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة
والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم)، والثانية في سورة يوسف قال تعالى:
(وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر
يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤيتي إن كنتم للرؤيا تعبرون, قالوا أضغاث
أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين, وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة
أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون, يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان
يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم
يعلمون, قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما
تأكلون).
وقد جاءت تلك الرؤيا التي رآها ملك مصر سببا لتذكر
ساقي الملك بالرجل الصالح الذي نبأه بتأويل رؤياه في السجن وأخبره أنه سيعود
إلى عمله كساقي للملك فانطلق إليه يخبره برؤيا الملك ففسرها له يوسف (عليه
السلام) بمجيء سبع سنوات خير تزدهر فيها الزراعة وبعدها سبع سنوات جفاف يعم
الأرض كله ونصحهم بأن يبقوا جزءا من القمح في سنابله وخزنوه استعدادا لمواجهة
سنوات الجفاف, وبعد هذه السنوات السبع يأتي عام خير وفير يطعم فيه جميع
الناس, فلما علم الساقي بتفسير الرؤيا ذهب إلى الملك الذي أمره بإحضار يوسف
من السجن فما كان منه (عليه السلام) إلا أن أبى الخروج حتى يتم إثبات براءته
مما نسبته إليه امرأة العزيز التي تربى في بيتها بعد أن اشتراه زوجها من
القافلة التي التقطته من البئر حيث رماه أخوته وأخذت تراوده عن نفسه فلما
امتنع عليها ألقت به في السجن. وكان تفسير يوسف لحلم الملك سببا لخروجه من
السجن وتعيينه مسؤولا عن شؤون الأرض والزراعة.
القمح في التاريخ
والقمح يعتبر من أقدم وأهم النباتات في التاريخ فعليه
كانت تقوم صنعة الخبز وغذاء الحيوان, وقد ثبت أن أولى البلاد زراعة له كانت
مصر واليونان والهند والصين وأمريكا, وإن كانت سوريا والعراق تعتبران الموطن
الأصلي له. ويحتاج القمح إلى تربة خصبة جيدة الصرف والتهوية وتتم زراعته عادة
ما بين النصف الأول من أكتوبر والنصف الأول من نوفمبر. ويعتبر الدقيق الأسمر
الغني بالنخالة من أكثر أنواع القمح ارتفاعا في نسبة الفيتامينات والألياف
والأملاح المعدنية.
ويعتبر القمح من أكثر أنواع الطعام إمدادا للجسم
بالطاقة والفيتامينات اللازمة يناسب من يقوم بمجهود كبير كما أن تناوله يساعد
على انتظام عمل الجهاز الهضمي ويفيد في إعادة بناء الخلايا. وقد روي عن رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (أكرموا الخبز ومن كرامته أن لا
ينتظر به الأدم).