عيد
الأضحى يطرق بعد أيام قلائل بيت كل مسلم، حيث يهتم الجميع بتناول اللحوم
بكميات أكبر، لذا فإنه من الأهمية معرفة أن طهى اللحوم بدرجات حرارة عالية
تنتج عنه مواد كيميائية مسببة للسرطان، إلا أن طريقة شيّها ربما يمكن
تحويلها إلى عملية أكثر أمانا، هذا ما يؤكده الدكتور مدحت الشافعى أستاذ
المناعة والروماتزم بطب عين شمس، ويوضح أن عند تناولنا اللحوم، أو الأسماك،
فنحن نأكل أيضا الأنسجة العضلية المؤلفة فى غالبيتها من خلايا عضلية، ومن
بعض الكولاجين الذى يصنع الأنسجة الرابطة والدهون، وكلما زاد الكولاجين،
كان اللحم أكثر قساوة.
والطهو يحول مثل هذه الأنسجة إلى مادة جامدة ثابتة، رطبة وذات مذاق، عن
طريق تحويل البروتين داخل الخلايا العضلية، لكى تصبح أكثر تقلصا وانكماشا
متخلصة من الماء داخلها، ومع الحرارة المرتفعة، تتفاعل الحوامض الأمينية
وكتل البروتين التى تؤلف بناء اللحم مع الـ«كرياتين» creatine المركب
الموجود فى الأنسجة العضلية لتشكيل ما يسمى بالأمينات مختلفة الدارة
heterocyclic amines التى تنتج بكميات ضئيلة تقاس بأجزاء من مليارات
الجرام.
وقد أظهرت التجارب المعملية والحيوانية أن هذه الأمينات لها خصائص كامنة
مسببة للسرطان، ومن ثم فإن من يقوم بتناول الكثير من اللحوم معرض أكثر من
غيره للإصابة بأشكال مختلفة من السرطان.