يتوجب على الكحوليين استعمال علكة أو لصاقات النيكوتين
كتابة : " آن حداد "
ترجمة : د. مازن اللجمي
المشروب في يد ، و السيجارة في اليد الأخرى . أيهما أكثر قتلاً .
يؤكد الباحثون أنها السيجارة . حتى أن احتمال الوفاة لدى المدمنين الكحوليين ، هو نتيجة التدخين أكثر منه نتيجة تعاطي المشروبات الروحية.
رغم أن الدراسات حول العلاقة بين التدخين و الكحول لا تزال في بداياتها ، فإن إحداها تؤكد أن المدخنين المدمنين على الكحول يمكنهم الاستفادة من علكة أو لصاقات النيكوتين أو الأشكال الأخرى من المعوضات .
تقول "غيل روز" ، الباحثة في جامعة فيرمونت : "أعتقد أن الخطوة التالية المثيرة هي في البحث حول استعمال معوضات النيكوتين و الكحول عند نفس الأشخاص – هل نستعملها بشكل متتالي أم متزامن ؟ و إذا استعملت بالتتالي ، فأيها يكون الأول استعمالاً ؟" . هذه الباحثة ، تشارك في دراسة نفسية أجراها الأستاذ "جون هيوجس".
في هذه الدراسة ، تتم متابعة 20 مدخناً لديهم سوابق في تعاطي المشروبات الكحولية ، و 10 مدخنين لا يتعاطون الكحول . كلهم متطوعون لتوقف عن التدخين لمدة أربعة أيام.
تم إعطاء كل شخص ، خلال الأيام الثلاثة الأولى ، علكة نيكوتين عيار 2 مع ، أو علكة عيار 4 مع ، أو علكة خالية من الدواء ( بلاسيبو). كانوا يتناولون العلكة ظهراً ، و ينتهون منها عند السادسة مساءاً .
في اليوم الرابع ، كانوا يختارون العلكة التي يفضلون تناولها .
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لا يتعاطون الكحول لا يفضلون نوعاً من العلكة على آخر ، بينما كان متاعطوا الكحول يختارون علكة أكثر تركيزاً بالنيكوتين كل يوم ، كما تقول الباحثة روز.
" عندما كانوا يذكرون ما يشعرون به ، كانوا يقولون بأنه لا يوجد أي فرق ، غير أنهم كانوا يختارون كمية أكبر من النيكوتين. إنهم لا يعرفون لماذا يفضلونه حقيقة. الحقيقة أن أكثر المدخنين لا يفهمون لماذا يدخنون، لكنهم يشعرون بالحاجة لذلك ".
حاول الباحثون معرفة مدى حاجة هؤلاء الأشخاص لعلكة النيكوتين ، و ذلك بتوجيه سؤال عن السعر الذي يقبلون بدفعه ثمناً للعلكة خلال يوم لا يدخنون فيه.
كان الأشخاص الذين يتعاطون الكحول أكثر استعداداً لدفع النقود من الآخرين.
تؤكد الإحصائيات على وجود علاقة وطيدة بين الإدمان على المشروبات الكحولية و التدخين. إن 90% من الكحوليين يدخنون ، مقارنة بنسبة 24% من البالغين عموماً، في الولايات المتحدة الأمريكية.
يقول " كينيث بيركينز"، أستاذ الأمراض النفسية في جامعة بيتيسبورغ، أن السبب في ذلك غبر معروف. إنه يقوم هو الآخر بدراسة التدخين و تعاطي الكحول.
يقول بيركينز:" أراهن أن هناك نوع من الشخصية الخاصة. ليس هناك تشخيص رسمي لهذا النوع من الشخصية ، لكنه من الواضح أن عندما يكون هناك إدمان على أحد المخدرات ، فإن خطر الإدمان على الآخر يكون كبيراً."
على سبيل المثال ، كما يقول بيركينز، بينما يكون 90% من الكحوليين مدخنين، فإن نسبة المدخنين الذين يتعاطون المشروبات الكحولية مرتفعة أيضاً. بل أكثر من ذلك ، إذ يبدو أن أحد المادتين يبدل تاثير المادة الأخرى على الشخص ذاته.
حتى زمن غير بعيد، لم تكن المنظمات و الجمعيات تدفع الأشخاص الذين يعالجون من الإدمان الكحولي إلى الإقلاع عن التدخين ، لأن ذلك يمكن أن يكون مجهداً ، مما يؤخر الإقلاع عن المشروبات الكحولية. غير أن البحوث الحديثة ت}كد أن هذا غير صحيح. ليس فقط أنه يمكنهم الإقلاع عن التدخين و الكحول معاً، بل إن الأولوية هي للإقلاع عن التدخين.
اللسان ليس عظاماً لكنه يكسر العـظام
الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف