انغلاف الأمعاء هو حالة حادة تحدث في الأطفال بحيث ينغلف الجزء الأعلى في الجزء التالي له وعادة يحدث في الرضع بين الشهر الرابع والتاسع من العمر، وفي أكثر من 95% لا يكون هناك سبب واضح لذلك إلا أنه قد يحدث في أي عمر بعد الشهر الرابع.
وتعتبر هذه الحالة إحدى أسباب الانسداد المعوي في هذه السن ويكون الجزء الداخل عرضة للاختناق ( أي انقطاع الدورة الدموية عنه ) ويعرض لتلموت وحدوث الغرغرينا ، فإذا لم يتم العلاج المناسب في الوقت المناسب قد يؤدي إلى الوفاة.
والسبب المباشر لحدوث هذه الحالة غير واضح إلا أنه يرجع حدوثه في آخر الأمعاء الدقيقة ( الصائم ) وأول القولون نظرا لاختلاف الحجم مما يسهل دخول الجزء الرفيع إلى الجزء الأكبر مساحة إلا أنه قد يحدث في الأمعاء الدقيقة وحدها أو الأعور ليمثل رأس المعي الداخل
وفي 50% من ا لحالات يكون هناك سبب لهذا الانغلاف كالجيب الحلقي المعروف بجيب ( ميكيل ) أو وجود ورم عنقودي بالغشاء المخاطي أو ورم وعائي دموي أو نسيج في غير موضعه كنسيج البنكرياس أو غشاء العمدة أو تورم بالنسيج اللمفاوي
وقد يكون بداية الحالة في الرضع نتيجة نشاط النسيج اللمفاوي جدار الأمعاء مما يؤدي نشاطه إلى تجمع الخلايا النشطة تحت الغشاء المخاطي وخاصة إذا تزامن ذلك مع التهاب أو عدوى بفيرس غددي ( أدينوفيرس ) مما يقود الجزء الأعلى إلى داخل الجزء الأسفل وتحدث مشكلة الانغلاف ، وبعض الفيروسات الأخرى مثل ريوقيرس - وروثاقيرس يضن أنها تساعد على حدوث الحالة إلا أن ذلك لم يثبت على وجه اليقين
والانغلاف أيضا مشكلة في بعض مشاكل وأمراض الدم والأوعية الدموية وبعض الأورام اللمفاوية لذلك كان من الواجب التنبه إلى حدوثه مع هذه الحالات وإن كانت نادرة وحدوث هذه الحالة ليست قاصرة على منطقة دون أخرى من العالم إلا أن حدوثه قد بدأ في التناقص خلال الأعوام الأربعين الأخيرة، وهو بصفة عامه يقل مع تطور الخدمات الصحية وهو بين 1- 2 في الألف وهو أكثر حدوث في الذكور عنه في الإناث ( 2:3) وهو أكثر حدوث في ذوي البشرة البيضاء عنه في السمراء وثلاثة أرباع الحالات يحدث في السنة الأولى من العمر.
أما عن الأعراض فيبدأ بألم شديد بصحبة قيئ قد يكون القيء مصحوبا بالعصارة الصفراء ويأتي الألم على نوبات شديدة الوطأة على الطفل ، فإذا تأخر العلاج يبدأ الطفل في إخراج مخاط مدمم هلامي القوام ، بفحص بطن الطفل يمكن تحديد كتلة مقوسه نحو السره تمثل الانغلاف وإذا ترك الطفل تبدأ علامات الانسداد المعوي من قيء وانتفاخ ، وإذا تأخر أكثر تبدأ الحرارة في الارتفاع وأعراض الجفاف والتسمم وهذا في حدوث الانغلاف في منطقة آخر الأمعاء الدقيقة أما إذا اقتصر الوضع على جزء صغير بالأمعاء الدقيقة أو القولون حيث يكون الانسداد غير كامل فيكون الألم وإسهال مع أو بدون مخاط مدمم.
وعلى كل فالتصرف الإسراع بحمل الطفل إلى أقرب مستشفى لفحص وتشخيصه من الحالة السريريه والأشعات والموجات الصوتية حيث يشخص المرض ويأتي بعدها العلاج حيث الهدف الأساسي منه هو رد الانغلاف إما عن طريق الدفع من الشرج تحت الأشعة المتلفزة أو بالجراحة ، وفي العلاج تحفظي برده بالدفع يكون العلاج كاملا في أكثر من 80% من الحالات ، أما الحالات التي لا يفيد بها الدفع فيكون العلاج الجراحي هو الأنجع وفي الحالات المتأخرة يضطر الجراح لاستئصال الجزء التالف من الأمعاء او المسبب للتداخل ، نسبة العلاج بالجراحة أو بدونها عالية جدا تقترب من 100% إذا كانت الحالة في بدايتها إما إذا كانت متأخرة فحدوث المضاعفات أمر لا مفر منه ويحتاج إلى رعاية مكثفة لإصلاح حالة الطفل قبل وبعد التدخل الجراحي.
أما عن النتائج في المملكة فهي ممتازة وبفضل من الله يتم تشخيص وعلاج هذه الحالات وفي وقت مناسب ، والتدخل الجراحي لا يزيد عن 15 % في معظم مراكز المملكة ، وفي مدينة الملك فهد الطبية كانت أول حالة التشخيص للطفلة رغد ذات الستة اشهر ثم رد الانغلاف بحمد الله تحت الأشعة السينية وخرجت بحمد الله في أتم صحة وعافية وكانت في يوم 10/6/1424 هـ.
اللسان ليس عظاماً لكنه يكسر العـظام
الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف