يؤكد خبراء الأغذية أن سوء التغذية يسبب أمراضا كثيرة، وإذا اتبعنا أنظمة غذائية متوازنة وهي ليست مكلفة ماديا نستطيع أن ننجو من المشاكل الصحية ونعطي الجسم حقه من مختلف أنواع مكونات الأغذية.
ولابد لنا أن نراجع قوائم الأطعمة التي نتناولها ولا نكتفي بالشبع دون النظر إلى مكونات الغذاء، فمثلا علينا أن نعرف أن المعدة الحساسة التي تعاني من الانتفاخات علاجها يكون في الخضراوات الطازجة والبرقوق والفاصوليا البيضاء.
أما الذين يعانون من الأرق ، فان تناول العشاء الخفيف قبل موعد النوم بساعتين افضل الوسائل للتغلب على مشكلة الأرق ويفضل الأطعمة المطهوة على البخار أو أي منتج من منتجات الألبان.
أما الإحساس الدائم بالتعب فيكون نتيجة نقص الكاليسوم أو نقص السكر أو الأملاح ولهذا يجب تنويع الغذاء لإعادة التوازن للجسم فالسكريات هي وقود الجسم وهي أساس غذاء العضلات ولا غنى عنها للجهاز العصبي والمخ.
هذا ومن جانب آخر، يعتبر السمك بشكل خاص مفيد للعديد من الأمراض فقد قال علماء فرنسيون إن أكل السمك مرة واحدة أسبوعيا قد يساعد في الحد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر والأشكال الأخرى للعته.
ووجد العلماء بعد دراسة الأنظمة الغذائية لما يزيد على 1600 شخص من كبار السن يعيشون في جنوب فرنسا وعقب فترة متابعة لمدة تصل إلى سبع سنوات أن الأشخاص الذين تناولوا أكبر قدر من لحم الأسماك تظهر عليهم أقل علامات للعته.
وقال باسكال باربرجيه جاتيو من جامعة فيكتور سيجالين في بوردو "كبار السن الذين أكلوا السمك أو البحريات مرة واحدة على الأقل في الأسبوع تمتعوا بخطر أقل للإصابة بالعته".
والسمك غني بالأحماض الأمينية الزيتية التي يقول باربرجيه وزملاؤه إنها قد تحد من الالتهاب في الدماغ. وقد يكون لها تأثير أيضا على نمو المخ وإعادة إنتاج الخلايا العصبية.
وأظهرت دراسات طبية أخرى أن تناول لحم السمك بانتظام قد يحد بشكل واضح من خطر الموت بسبب أزمة قلبية.
هذا وقد أشارت دراسة سابقة إلى أن تناول زيت السمك يمكن أن يعالج الاضطرابات العقلية التي تصيب الإنسان، مثل الاكتئاب وعسر القراءة وهي حالات تزداد شيوعا في العالم الغربي في السنوات الأخيرة بسبب إهمال النظام الغذائي الجيد.
وقالت الباحثة ريتشاردسون من جامعة أوكسفورد في دراسة سابقة بأن معرفة علاقة الاكتئاب بالشحوم في الدم لها فائدة كبيرة في إيجاد علاج ناجع للاكتئاب. والدهون المقصودة هي أحماض أوميغا ـ 3 الدهنية الموجودة في الأسماك الزيتية مثل السلمون والماكريل.
ووجد في الدراسات العلمية بأن هذا النوع من الشحوم ضروري للنمو الطبيعي وعمل خلايا المخ ونقصه يؤدي إلى الاكتئاب الشديد. ويمكن أن تنقص هذه الأحماض الدهنية بسبب استهلاك كميات عالية من الكحول والنيكوتين والكافيين كذلك الضغوط النفسية.
وقد أشارت دراسات أخرى إلى أن الأسماك تمنع حدوث تجلط الدم في الدماغ وذلك عن طريق الأحماض الدسمة الجيدة، كما أن تناول الأسماك يقلل من ضغط الدم، وبالتالي من النزف الدماغي.
وبينت الدراسات بأن تناول الأسماك بانتظام أي ثلاث مرات أسبوعيا، يمكن أن يقلل من السدادات الدماغية والخثرات الدموية بمعدل 48 في المائة على الأقل. ونوهت منظمة الصحة العالمية إلى ضرورة اتباع أنظمة غذائية غنية بأحماض أوميغا.
:roll: