نزول الدم التالي للولادة بشكل طبيعي تحدث العديد من التغيرات على الأم الحامل بعد الولادة، فبخلاف نزول الجنين وصغر البطن واختلاف الوزن الحاصل، هناك بعض التغيرات الطبيعية التي تصيب جميع الحوامل تقريبًا، وما يُعرف بالهلابة Lochia أو النزف المهبلي بعد الولادة، يُعدّ أمرًا طبيعيًا، حيث يحدث النزف في الأيام الأولى بعد الولادة وحتّى 4 إلى 6 أسابيع، أو ما يقارب الأربعين يومًا، ومن الممكن أن يحدث هذا الأمر بعد الولادة الطبيعية أو القيصرية، وتتغير طبيعة المفرزات المهبلية من كونها حمراء غامقة في الأيام الثلاثة الأولى، لتصبح مائية ووردية اللون في الأسبوع التالي، ثم تصبح مصفرّة في الأيام التالية، ولكن هناك بعض الحالات التي يستمرّ فيها النزف لمدّة تزيد عن 6 أسابيع، وسيتم الحديث في هذا المقال عن أسباب نزول دم بعد الأربعين يومًا بعد الولادة. [١] النزف المرضي التالي للولادة Postpartum Hemorrhage إنّ التعريف الطبي للنزف التالي للولادة Postpartum Hemorrhage هو حدوث النزف بكميات أكبر من المتوقعة في الفترة الأولى بعد الولادة أي في أول 24 ساعة من الولادة، وبشكل محدّد حدوث النزف بما يزيد عن 500 مل في الولادة الطبيعية و1000 مل في الولادة القيصرية، أمّا النزف التالي لأول 24 ساعة من الولادة فهو ما يُعرف بالنزف المتأخر التالي للولادة، وهو الذي يحدث في الفترة الممتدّة من أول 24 ساعة وحتّى 12 أسبوعًا بعد الولادة، ولذلك فإنّ نزول دم بعد الأربعين يومًا يُصنّف ضمن النزف المتأخر التالي للولادة -أو ما يُعرف أيضًا بالنزف التالي للولادة الثانوي-. [٢] أسباب نزول دم بعد الأربعين هناك بعض الأشياء التي تسبب نزول دم بعد الأربعين أو ترفع من إمكانية حصول النزف بعد 6 أسابيع من الولادة، حيث تمتلك المرأة نسبة أعلى لحصول هذا الأمر عند إصابتها به مسبقًا، ولسبب مجهول طبيًا، تملك النساء الآسيويّات والتي من أصول إسبانية نسبة أعلى للإصابة، ومن أشيع أسباب النزف الشديد التالي للولادة ما يُعرف بوهن العضلة الرحمية، فبشكل طبيعي، يقوم الرحم بالانضغاط والتقلّص بعد الولادة لإيقاف النزف من المكان التي كانت تلتصق فيه المشيمة طيلة فترة الحمل، والمشيمة هي الجزء الذي ينمو ضمن الرحم ويقوم بتغذية الجنين من الأم وإزالة الفضلات عبر الدوران الدموي الجنيني الأمومي، وفي وهن العضلة الرحمية، يحدث تقلّص غير كاف لعضلة الرحم، ممّا لا يُغلق الأوعية الدموية بما يكفي لإيقاف النزف، وهذا الأمر يمكن أن يتسبّب بخسارة كميات كبيرة من الدم يمكن أن تصل لمرحلة خطيرة على الأم، ومن أسباب نزول الدم بعد الأربعين أيضًا ما يأتي: [٣] الحمل المتعدّد، أي الحمل التوأمي. الحمل بجنين يزيد وزنه عن 4 كيلوجرام. المخاض العسير أو طول فترة المخاض. الولادات المتعدّدة السابقة لهذا الحمل. ومن عوامل الخطر التي يمكن أن ترفع من نسبة نزول دم بعد الولادة بشكل عام ما يأتي: تمزّق العضلة الرحمية، والذي غالبًا ما يحدث خلال المخاض في الولادات الطبيعية. العملية القيصرية، والتي ترفع من نسبة حدوث النزف التالي للولادة مقارنة مع الولادة الطبيعية، وذلك لأنّ الهرمونات التي يتمّ إفرازها بعد الولادة الطبيعية تساعد في تقليص عضلة الرحم والسماح للأوعية الدموية بالانغلاق. تمزّق القناة المهبلية أو عنق الرحم أثناء الولادة. التخدير العام المستخدم في العمليات القيصرية. التحريض بالأوكسيتوسين، وهو من الأدوية التي تُعطى للحامل لتحريض عملية الولادة. متلازمة ما قبل الإرجاج الحملي، والتي تتضمّن ارتفاع ضغط الدم وطرح البروتين مع البول -أو ما يُعرف بالبيلة البروتينية-، وهي من الأمور التي تحدث خلال الحمل. البدانة. المشاكل المرضية التي تصيب المشيمة. |