يساعد الأطباء في رؤية أعصابك
أثناء العمليات الجراحية
يطور العلماء سائل مستشع ( فلوري ) يتم حقنه في جسم المريض ويجعل الأعصاب التي يصعب عليهم رؤيتها تتوهج. من شأن البيبتيد ( وهو سلسلة بروتين قصيرة ) تمكين الجراحين من رؤية أكثر الأعصاب حساسية بدلاً من الاعتماد على خبرتهم وعلى الراصد الالكتروني.
تجنب تلك الأعصاب أثناء الجراحة أمر ضروري إذ أن الضرر العرضي يمكن أن يتسبب في ألم شديد أو شلل.
يقول الخبراء أنه إذا نجحت الاختبارات على السائل الفلوري المستشع، فإنه سيكون أشبه بتمكن عمال البناء من رؤية مكان دفن جميع الكابلات تحت الأرض قبل البدء بالحفر، فقط للمرة الأولى.
هذا البيبتيد تم تطويره من قبل فريق عمل في كلية طب سان دييغو في جامعة كاليفورنيا، وهو يتكون من قطعة من البروتين تحتوي على أحماض أمينية. وقد قاموا بحقنها في فئران مخبرية ووجدوا أنها خلقت تباين جلي بين الأعصاب والأنسجة الأخرى مما يجعل مهمة الجراح أكثر سهولة.
وجدت الدراسة أن تمييز الألوان بالنسبة للعين المجردة بين الاثنين كان عشرة أضعاف ما سيكون عليه خلاف ذلك. كما أظهرت الدراسة أن التأثير بدأ بعد ساعتين واستمر لنحو ثمان ساعات دون وجود آثار جانبية واضحة على الجسم المعرض للاختبار.
كما اندهش الباحثون عندما وجدوا أن البيبتيد أظهر الأعصاب التالفة أو قطع الأعصاب طالما أنه ما زال هناك جريان للدم.
يقول روجر تساين، أستاذ علم العقاقير والكيمياء والكيمياء الحيوية في جامعة كاليفورنيا والمؤلف المشارك في الدراسة : المقاربة التي استخدمها هي عندما يقوم عمال البناء بالحفر، فإنهم بحاجة إلى خريطة تظهر أين تم دفن الكابلات الكهربائية تحت الأرض فعلياً، وليس فقط خطط قديمة ذات دقة مشكوك بها.
كذلك عندما يقوم الجراحون بإزالة الأورام، فإنهم يحتاجون خريطة حية تظهر أين تقع الأعصاب فعليا، وليس فقط رسماً بيانياً ساكناً لأماكن وجود هذه الأعصاب عادة عند المريض العادي.
حالياً، يعتمد الجراحون على خبرتهم في جسم الإنسان وعلى رصد التخطيط الكهربي العضلي لتجنب أي قطع لا داعي له لأي من الأعصاب. وهذا يتطلب استخدام أقطاب لإيجاد الأعصاب الحركية، ولكنه ليس بالإمكان التعرف على الأعصاب الأصغر والأكثر حساسية مثل الحزمة حول غدة البروستات والتي يمكن أن تسبب الضعف الجنسي لدى الرجال إذا تم التلاعب بها.
البيبتيد المحقن سيمكن الجراحين من رؤية أكثر الأعصاب حساسية بدلاً من الاعتماد على خبرتهم وعلى الراصد الالكتروني.
كوين نجوين، الأستاذ المساعد في قسم جراحة الرأس والرقبة في جامعة كاليفورنيا ومؤلف مشارك في الدراسة يقول : أن حماية الأعصاب كانت دائمة أولوية رئيسية. ويقول : " على سبيل المثال، إذا هوجمت الأعصاب بورم، أو اذا دعت الحاجة لجراحة في تصحيح رضة أو التهاب، فأن الأعصاب المصابة قد لا تبدو كما لو أنها كانت طبيعية أو قد يتم تشويه موقعها ".
وأضاف : أن البيبتيد سيخضع لتحسينات قبل أن يتم إجراء تجارب على البشر في المستقبل.
وقال : " بالطبع لا يزال يتعين علينا تجربة البيبتيد على المرضى، ولكننا أظهرنا أن المسبار الفلوري ميز أيضاً أعصاب من عينات أنسجة بشرية.
اللسان ليس عظاماً لكنه يكسر العـظام
الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف